هو إناءٌ من نُحاسٍ كبير .. يؤنَّثُ ويُذَكَّر .. بفتحِ الطاءِ وكسرِها والفتحُ أشْهَر .. وهو فارسيٌّ نال شرفَ التعريبِ، وصار قَدْرُه بلغةِ القرآنِ أسمى وأكبر .. عُرٍفَ في حياةِ النبيِّ وصحبِهِ الكرام ... وجاء ذكرُه على لسانه الشريفِ في أجمل وأصدق كلام .. فقال مَنْ لا ينطقُ عن الهوى .. فيما حدَّث البخاريُّ - رحمه الله – وروَى: فُـــرِجَ عن سقفِ بيتي وأنا بمكةَ ، فنزل جبريلُ ، فَفَرَجَ صدري ، ثم غسلَهُ بماءِ زمزمَ ، ثم جاء بطَسْتٍ من ذهبٍ ممتلىءٍ حكمةً وإيماناً ، فأفرغه في صدري ثم أطبقَه ... فلا عجَبَ أن يكونَ هذا القلبُ بعد ذلك نبعَ الحكمةِ والإيمان .. ومصدرَ الرحمةِ والرِّفقِ والحنان .. وكان - صلى اللهُ عليه وسلم - يتوضأُ في الطَّسْتِ لصلاتِه .. وعرَف الصحابةُ ذلك وأخبروا عنه .. قال جابرُ بنُ عبدِ اللهِ - رضي اللهُ عنهُ - :(توضأ رسولُ اللهِ - صلى اللهُ عليه وسلم - في طَسْتٍ فأخذتُه فصبَبْتُهُ في بئرٍ لنا، يتلمَّسُ البركات المرجوَّة .. على يد من آتـــاه الله الوحيَ والنبوَّة.