هي جُعبَةٌ صغيرةٌ من جِلدٍ لا خشبَ فيه .. أو صندوقٌ صغيرٌ من خشبٍ لا جلدَ فيه .. جمعُها كنائن وكِنانات .. يعلقها الرامي على ظهره ويضع فيها النبال .. فهي من أدواتِ ولوازمِ القتال ... لا يستغني عنها المقاتلُ سواءٌ من الركبان أو الرِّجال
وقد كان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم كِنانةٌ بها سهام مباركة ...خيرُها محقق ... وخبرُها موثَّق .. تصيبُ الهدف ... وذلك بتقدير الله وليس بمحض الصُّدف .. روى البخاري أنه ( شُكِي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- العطشَ يوم الحديبية ( وهم على ثَمَدٍ قلبلٍ من الماء أي حُفَيرة بها ماءٌ قليل ) فانتزع سهماً من كِنانته ، ثم أمرهم أن يجعلوه فيه( أي يلقوه في الماء ) قال الراوي : فوالله مازال يجيشُ لهم بالرِّيِّ حتى صدروا عنه ) أي مازال يفور بالماء حتى غادروه
وقال سعد بنُ أبي وقاصٍ - رضي الله عنه- نَثَل لي (أي نثر لي النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- كِنانَتَه يومَ أحد فقال : اِرم فداك أبي وأمي ... رواه البخاري) ....
فالسهامُ من كِنانتِه ... والدعاءُ من مشكاةِ نبوتِه .. فهنيئاً لأبي إسحاقَ الشرف الذي به فاز .. والمجد الذي عليه إياه.
وأخيرا : إن كانت الكِنانةُ هي مخزن السهامِ للمقاتل على ظهرِه .... فمِصرُ هي كِنانةُ اللهِ في أرضِه